«أحلى من برلين»... إثارة كامنة في التناقض | حوار

مجد كيّال وفرج سليمان

 

بعد إصدار ألبوم «أحلى من برلين» للموسيقيّ فرج سليمان والكاتب مجد كيّال، تُجري فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة حوارًا معهما؛ إذ قدّما معًا عملًا لا شكّ في أنّ لحمته الفنّيّة والأدبيّة والمزاجيّة، ما كانت لتظهر على ما هي عليه لولا الشراكة الحقيقيّة الّتي اتّسمت فيها سيرورة إنتاج مشروعهما؛ فتدخّل الكاتب باللحن والملحّن بالنصّ. الأغنية، الّتي يؤدّيها فرج ويكتبها مجد، تبدو امتدادًا طبيعيًّا لمشاريعهما السابقة، ويبدو معها الألبوم عملًا يصوّر إيقاعًا ومزاجًا مدنيًّا، في قالب موسيقيّ حيويّ ورشيق ونصّ مشحون بالصور والإحالات المكانيّة والمرئيّة والحسّيّة. عن الأغنية وطريقها، عن رأي كلّ منهما بالآخر، عن صوت فرج ولحنه ونصّ مجد ارتباطًا بمشروعه الكتابيّ، كان هذا اللقاء.

 

فُسْحَة: في أعمالك السابقة، سمعنا موسيقى آلاتيّة دون كلمة، وها أنت تصدر ألبومين غنائيّين على التوالي، ما الخيار الفنّيّ الّذي لم يفسح مجالًا للموسيقى الآلاتيّة؟  

فرج: ألبوم «أحلى من برلين» ليس كسابقه الّذي عملت فيه مع مجموعة من الكتّاب، وكان لديّ حرّيّة إضافة مقطوعات موسيقيّة. هذا مشروع مشترك بيني وبين مجد. إن كانت مقطوعة ما سَتُدْرَج كان على مجد أن يؤلّف مازورتين فيها في الأقلّ. غير ممكن لمجد أن يكون شريكًا في وضع مقطوعات موسيقيّة. المشروع مشترك على الرغم من أنّنا لم نقرّر منذ بداية العمل أنّنا ذاهبان في اتّجاهه. أرسل مجد بعض النصوص ثمّ لحّنتها. ربّما لم نر هذه الشراكات الثنائيّة منذ زمن، أن يعمل موسيقيّ وكاتب كأنّهما فريق. لم يكن ذلك مفهومًا بشكل ضمنيّ بالنسبة إلينا. أمّا عن عملي الموسيقيّ بصورة عامّة، فبعد صدور ألبوم «أحلى من برلين»، بات واضحًا لي أنّ مساري المهنيّ أخذ يمشي في طريقين أو مشروعين: الأوّل تأليف الموسيقى الآلاتيّة الّتي يمكن أن تقدّم على شكل سولو أو مع آلات أخرى ترافق البيانو، والثاني هو المشروع الغنائيّ، سواء الّذي أؤدّي فيه الأغنية كمشروعنا الأخير، أو ذاك الّذي أكتبه لأعمال مسرحيّة. أستطيع القول، منذ أن وضعت جهدًا في المشروع الثاني، إنّي أعمل بشكل موازٍ بينهما.

 

فُسْحَة: كيف كانت سيرورة عملكما على الألبوم؟ هل استقلّ كلٌّ منكما في الكتابة والتلحين؟ هل تداخلتما؟

مجد: كان ثمّة عمل انفراديّ على مسوّدات النصوص واللحن، لكن كان ثمّة تفكير مشترك في كلّ شيء تقريبًا. جمعنا نظام عمل معيّن، وضع إيقاع العمل وأوقاته، كأن أعمل أنا في الليل حتّى ساعات الصباح، ثمّ يستفيق فرج عند السادسة ويبدأ بوضع لحن أوّليّ. وهذا يفتح لي فهمًا جديدًا للنصّ، أحيانًا شعرت بأنّ ذلك ليس ما أريده بالضبط، ليس مقصدي. أحيانًا كان بُعْد اللحن عن المقصد ليس كبيرًا، بُعْد كافٍ كي أشعر بغربة مع النصّ تجعلني أعاود قراءته وفهمه من جديد، ومن ثَمّ العمل عليه وتنقيحه بناءً على هذا الفهم.  

 

فُسْحَة: أتخيّل الملحّن متدخّلًا في النصّ، ويصعب عليّ أن أتخيّل الكاتب متدخّلًا في اللحن.

فرج: صحيح، بصورة عامّة، قد يتدخّل الملحّن فيحذف أو يغيّر في النصّ، لكنّ العمل على هذا الألبوم كان مختلفًا. أغنية «تلّ السمك» ربّما لُحِّنت أربع مرّات، في كلّ مرّة كان مجد يبدي عدم إعجابه، حتّى وصلنا إلى هذا العدد من الألحان. لاحقًا، اكتشفنا أنّ الأغنية بالنسبة إلى مجد أغنية صيف، وأنّها بالنسبة إليّ أغنية شتاء، وهذا ما صنع الاختلاف في وجهة النظر. كان اللحن يروح ويجيء عند كلٍّ منّا فنُحْدِث فيها التغييرات.

مجد: في نهاية الأمر، الموسيقى تتكلّم تمامًا مثل اللغة. ربّما كانت صعوبة ما، لكن هناك بالذات كانت المتعة؛ أن تستمع إلى قصّتين مكمّلتين أو متناقضتين، وفي تناقضهما تكمن الإثارة. تخيّلي مشهدًا يجلس فيه أشخاص في كوخ خشبيّ، ويشربون النبيذ الساخن، والموسيقى الّتي تصف المشهد صيفيّة، هذا التناقض يثري النصّ، ويمنحه غنًى في تركيبه النفسيّ، وفي السؤال عن الشخصيّة ومقصدها.

 

فُسْحَة: ما الّذي يجده كلٌّ منكما في الآخر مثيرًا؟

مجد: ثمّة أشياء كثيرة ترتبط بالموسيقى الّتي يقدّمها فرج، لكن هذا كلام مفروغ منه. الأمر الّذي لمّا أقله من قبل أنّ فرج قارئ ممتاز، لديه قدرة على قراءة النصّ وتحريره، انطلاقًا من فهمه لي ومن معرفته بمنابع النصّ. فرج يعمل بناءً على هذه المعرفة الشخصيّة والمهنيّة. ثمّ إنّه قارئ للأدب والمسرح في وقت أصبحت فيه القراءة أمرًا نادرًا.

فرج: أحاول أن أفهم ما الّذي يجعلني أحبّ العمل على نصوص مجد. ثمّة مزيّة للمشاهد الّتي يصوّرها، وهي مشاهد شديدة العاديّة قد تحدث في مكالمة هاتفيّة، لكن لدى مجد قدرة على وصفها ببساطة وشكل جديد. ثمّة ما يثيرني أيضًا في مبنى النصّ؛ مجد لا يتعامل معه على أنّه أغنية ذات بيوت ولازمة إلخ... بل على أنّه قصّة، أجد فيها ما هو أدبيّ وسرديّ، وفي نفس الوقت ما يشبه الموسيقى وما هو تابع للحياة اليوميّة والإيقاع السريع، تجسّده الجمل القصيرة وتَتابُعها، وهذا ما لا أجده في الأغاني المعاصرة. أعتقد أنّ 90% من نصوص الأغاني المعاصرة مملّة ومستهلكة، ثمّة اجترار لموادّ قديمة على نحو كبير، ولعلّ ذلك ما يدفعني إلى الاستماع إلى موسيقى الهيب هوب، الّتي يقدّمها بو كلثوم أو شبّ جديد على سبيل المثال. أذكر نفسي أنّني كنت أسخر من هذه الموسيقى، وأعتبرها تقليدًا للراب الأمريكيّ، لكنّي اليوم أسمع الهيب هوب العربيّ، على أنّه المكان الوحيد الّذي يقدّم تجارب جدّيّة على مستوى النصّ. هذا لا يمنع وجود تجارب ممتازة في الموسيقى البديلة في البلد، لكن ما أعتقد أنّه يقدّم تجربة حقيقيّة على مستوى النصّ هو الهيب هوب. ما أريد قوله إنّني أقرأ عند مجد أفكارًا جديدة، وتراكيب وصورًا جديدة، حتّى مفردات جديدة أيضًا؛ تقرئين كلمة «أخطبوط»، وتشعرين بعاديّتها وسط أغنية رومانسيّة ولحن عذب. تحضّر المفردة للأداء، فيشعر مَنْ يغنّي بأنّه غير خائف من قول كلمة «أخطبوط» أو كلمة «حبطرش». ثمّة سهولة في النصّ، فهو مرتبط بيومنا.

 

فُسْحَة: نبقى في نصّ مجد، مشروعك الكتابيّ ارتبط بحيفا، منذ روايتك الأولى إلى مجموعتك القصصيّة حتّى هذا الألبوم، هل ترى أنّ الأخير امتداد له؟ وكيف ترى إلى تصويرك حيفا في مشروعك بعامّة؟

مجد: من حيث ارتباط المشروع بالمكان، هو ارتباط إنسانيّ ووجدانيّ يحرّك في اتّجاه الكتابة. أغنية «صلاة»، على سبيل المثال، تحيل إلى تفاصيل في الكتاب. ثمّة أمور كثيرة تسبح في عالم الصور والمصطلحات والشخصيّات. في أغنية «في أسئلة براسي» ثمّة تعداد لأسماء أشخاص في رواية «مأساة السيّد مطر». أغنية «تلّ السمك» مربوطة بالفصل الأوّل منها، لكنّ هذه الأمور جميعها تشكّل تداخلات طبيعيّة. في نفس الوقت، ثمّة اختلافات، ما أسمح لنفسي بكتابته في كتاب لا أكتبه في أغنية؛ فعلى الأخيرة أن تكون وسيطًا فنّيًّا يصل الناس. لا تشغلني هذه المسألة في المادّة الأدبيّة المنشورة في الكتاب، ليس لديّ مشكلة إن قرأه ثلاثة أشخاص. أمّا حيفا موضوعًا فيستوقفني السؤال الّذي يصف المدينة مشروعًا. قد لا يفكّر أحد في أنّ مشروع فيكتور هوغو هو باريس، ليس قصدي أن أقارن المشروعين، لكن لدينا شعور بعدم القناعة أو الثقة بالمكان؛ فحين يكتب الكاتب عن حياته اليوميّة وعن مشاهداته اليوميّة، سيكتب بشكل طبيعيّ عن مكانه، وحين يكتب ما هو طبيعيّ يصير الموضوع هو المكان. أنا لا أتنكّر لحيفا، لكنّي لا أمتلك هاجسًا خاصًّا في الكتابة عن حيفا حين أكتب. لم يقرّر حنّا مينا أن يوثّق حياة البحر، بل كان هذا جزءًا طبيعيًّا من حياته، فعبّر عن نفسه من خلاله. لا تشغلني صورة حيفا. المدن الجميلة، في رأيي، هي المدن القبيحة، ليس علينا أن نصوّرها على أنّها شيء جميل. قد تكون حيفا مملّة إن أردتِ، لكن ثمّة ما هو أبعد وأعمق من أن تكون المدينة مكانًا جميلًا، ما هو إنسانيّ ومثير للبحث.

 

فُسْحَة: أريد أن أسألك عن أدائك في الألبوم، ألا تعتقد أنّ المساحة الصوتيّة الّتي قد تشتغل فيها محدودة؟ وما الدافع وراء قرارك بأن تغنّي بنفسك؟

فرج: إن كنت تقصدين الإمكانات والتقنيّات، فربّما أستطيع أن أتحدّث عن نوعين من الأغاني: ذاك الّذي يحتاج إلى مغنٍّ وهذا الّذي يحتاج إلى مؤدٍّ؛ فالأخير لا يمكن مغنّيًا محترفًا أن يؤدّيه بالشكل الصحيح. إن جئنا إلى أغنية مثل «في أسئلة براسي» وأعطيناها لمغنٍّ جدّيّ، فقد يشوّه الأغنية. ثمّة ما لن تطلبه الأغنية في صوت المغنّي.

 

فُسْحَة: حسنًا، وإن أحضرنا المغنّي وطلبنا منه تأدية الأغنية بالشكل المطلوب؟

فرج: لا مشكلة في أداء أغاني الألبوم إلّا في أغنية «مرثيّة لشهيد وحيد». كنّا على علم بأنّنا في حاجة إلى مَنْ يغنّيها. أمّا بقيّة الأغاني فتتطلّب شخصيّة معيّنة تؤدّيها. لم نتمكّن من تسجيل المرثيّة لسبب تقنيّ، لم يكن ثمّة وقت كافٍ لتحفظها شادن قنبورة. قدراتي في الغناء ليست أفضل من قدراتها، لكنّي كنت تدرّبت عليها خلال العمل فسجّلتها. لم أحاول أن أدّعي أنّي مغنٍّ، فأنا أعتقد أنّ تقييم الصوت مسألة ذوق. ثمّة مَنْ يحبّ صوتي وأنا أستغرب من هذا الموضوع. مسألة جمال الصوت أو رداءته أتركها للناس. وتنتهي القرارات الفنّيّة عند حاجة العمل. أغنية «خلّصنا أغاني» شارك فيها مؤدّون، هم هنري أندراوس وسماء واكيم وشادن قنبورة ووائل واكيم. تخيّلي مجموعة من المغنّين والمغنّيات يقفون بجدّيّة ويقدّمونها. الألبوم لا يطرح مشروع مغنٍّ في أساسه. ثمّة خلق لمساحة تجمع بين الأدب والمسرح والأداء.

 

فُسْحَة: ألا تعتقد أنّ هذا الأداء - أو هذه الشخصيّة - يُحْدِث تشابهًا في الأغاني، ولا سيّما أنّكما عملتما على الألبوم خلال وقت قصير؟

فرج: لم ننتج الألبوم في وقت قصير. وضعنا موعدًا لإنهائه حتّى نحفّز أنفسنا، لكنّا عملنا على مدار أكثر من عام. في المرحلة الأولى، كان مجد يرسل إليّ بعض النصوص وألحّنها، كان لدينا أربع أغانٍ جاهزة قبل أن ندخل في مرحلة العمل الفعليّة؛ فلم يكن العمل سريعًا. ما حدث مع أغنية «رثيّة لشهيد وحيد» كان سوء تقدير منّي للوقت الّذي تحتاج إليه الأغنية، وحين أدركت الأمر أدّيتها، وكنّا نودّ الانتهاء من التسجيل وإطلاق الألبوم، لكن لو كان هذا حال ثلاث أغانٍ لا واحدة لكنّا أجّلنا الإطلاق.

 

فُسْحَة: هل نستطيع أن نسمّيها أغنية مدنيّة، تقابل الأغنية الفلسطينيّة الّتي ارتبطت بالريف والقرية؟

مجد: حين نتحدّث عن الفنّ أو الإبداع الّذي يُنْتَج فيها، علينا التفكير في الظرف الاجتماعيّ الّذي تعيشه المدينة، والّذي عاشته في عقود مضت. لم توجد حالة مدنيّة فلسطينيّة لا في الناصرة ولا في حيفا ولا يافا ولا غيرها. كان ثمّة مجتمع داخل مدينة، لكن أن يعيش هذا المجتمع ويتفاعل ويتنقّل ويعيش غربةً ما، فهذا الّذي حدث في حيفا في سنوات التسعينات. قُدِّمَت تجارب لأغانٍ مثل أغنية «رام الله» لفرقة «صابرين»، هي أغنية مدينة ليليّة جميلة. قدّم آخرون مثل مصطفى الكرد وغيره أغاني من القدس، بصرف النظر كم كانت هذه الأغاني مؤثّرة. ربّما غلبت على الأغنية الفلسطينيّة النصوص الشعريّة المشغولة بالقرية؛ فالتجربة المدنيّة تحتاج إلى وقت كي تُعاش، وكي تنتقل إلى العمل الأدبيّ والكتابة. ومدننا تُعَدّ مدنًا حديثة، عاودت الحياة بعد نكباتها، وهذه العودة إلى الحيّز المدنيّ عودة بطيئة. قد نرى المدينة في الراب أحيانًا، لكن يمكننا النظر إلى أغنية شبّ جديد على أنّها أغنية مخيّم، وإلى أغنية بو كلثوم على أنّها أغنية لجوء وغربة.

 

فُسْحَة: الموسيقى الّتي تمزج أنماطًا موسيقيّة مختلفة عهدناها عندك. نسمع في هذا الألبوم جاز وروك. ما الصوت الجديد الّذي بحثت عنه؟ وهل دفعك النصّ إلى أصوات جديدة؟

فرج: نعم، بالتأكيد، شيّدت لي النصوص طرقًا، وأشارت لي إلى عوالم عدّة، لكن حتّى هذه اللحظة لم أجلس وأفكّر مليًّا في ما صنعته. من الطبيعيّ أن يتشابه هذا الألبوم في جوانب معيّنة وسابقة؛ فعزفي على البيانو لم يختلف عن السنة الماضية، كذلك أدائي في الغناء لم أعمل على تطويره. في وصف الموسيقى أقول إنّها تذهب إلى الروك والجاز، لكن فوق سجّادة عربيّة. تستمعين مثلًا في أغنية «في أسئلة براسي» إلى روك خفيف وأساسيّ يحيل إلى الثمانينات، لكنّ الغناء عربيّ، ليس لأنّ النصّ عربيّ، بل لأنّ الجمل الموسيقيّة عربيّة. كذلك أغنية «تلّ السمك»، إن استغنينا عن الجوّ الّذي يضيفه الترمبيت نسمع غناءً عربيًّا جدًّا.

 

فُسْحَة: سأنهي بسؤالكما إن كنتما ستعملان على مشاريع مستقبليّة معًا.

فرج ومجد: نحن في مرحلة استيعاب هذا المشروع، وسوف نعمل على مشاريع مشتركة في المستقبل القريب. لدينا ألبومان للأطفال؛ واحد ستنتجه «مؤسّسة تامر» وسنشاركه مع رنين حنّا، والثاني مع طفل سنّه 9 أعوام، وهو فهيم أبو حلو من الرامة. في عملنا هذا قرّرنا أن نقدّم شيئًا «مجنونًا» من حيث مفهومنا لأدب الأطفال. نحن نعمل على موادّ تشبه ألبوم الكبار، ممتعة وجميلة. لدينا الكثير من الأمور المشتركة، أدبيًّا وفنّيًّا وشخصيًّا، من حيث شكل عودتنا في الذاكرة إلى طفولتنا. الألبوم سيتحدّث مع الطفل، ولن يعلّمه أو يعمل على توعيته.

 

 

أسماء عزايزة

 

شاعرة وصحافيّة. حاصلة على البكالوريوس في الصحافة والأدب الإنجليزيّ من جامعة حيفا. لها ثلاث مجموعات شعريّة؛ "ليوا" (2010)، و"كما ولدتني اللدّيّة" (2015)، و"لا تصدّقوني إن حدّثتكم عن الحرب" (2019). تشارك في أنطولوجيّات ومهرجانات شعريّة في العالم. تُرجمت قصائدها إلى لغات عدّة. عملت لسنوات في الصحافة المكتوبة وفي التلفزة. تدير حاليًّا "فناء الشعر"، وهي مبادرة مستقلّة أسّستها عام 2017. تكتب في عدد من المنابر العربيّة.